بيان سماحة آية الله السيد علي الأكبر الحسيني الحائري دام ظله بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والأربعين لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف
الشهيد آية الله العظمى السيد محمدباقر الصدر

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون}

صدق الله العلي العظيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف رسله محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

تمرّ على الأُمّة الإسلاميّة ذكرى شهادة فقيد العلم والتقى والجهاد، وحيد عصره وفلتة دهره، أُستاذنا الشهيد آية الله العظمى الإمام السيّد محمّد باقر الصدر(قدّس سره)، الذي اغتالته مع شريكته في الصبر والجهاد ـ أُخته العلويّة المجاهدة الصابرة بنت الهدى ـ أنيابُ الرذيلة والوحشيّة البعثيّة المقيتة في التاسع من نيسان عام 1980ميلاديّة؛ لتحرم العالَم من وجود هذا العالِم الموسوعيّ الفذّ الذي كان يملأ فراغاً لا يسدّه غيره.

ونحن إذ نعيش هذه الذكرى الأليمة نؤكّد ضرورة الالتفات الدائم إلى النقاط التالية:

١. لزوم إحياء هذه الذكرى بشتّى الوسائل الممكنة لاستلهام دروسها، واستبقاء جذوتها، وإعلان الثبات على نهجها الاستشهاديّ الرفيع.

٢. إنّ الموقف الاستشهاديّ الذي اتّخذه هذا الثائر العظيم بإعلانه لكلمة الحقّ أمام سلطان جائر بدون خوفٍ أو تردّد لابدّ وأن يكون أُسوةً وقدوة كبرى للمجاهدين في سبيل الله، والحاملين لراية الإسلام، ولجميع المؤمنين مهما كانت الأثمان ومهما بلغت التضحيات.

٣. إنّ هذه الذكرى تدعو إلى عدم الفتور في جهاد أعداء الدين والوطن وعدم الانجراف في طريق الخنوع والذلّة الذي سلكه بعض حكّام الدول الإسلاميّة تحت شعار ما يسمّى بالتطبيع مع العدو الغاشم.

٤. كما تدعونا هذه الذكرى إلى سلوك طريق المقاومة الصامدة أمام مكر الأعداء مُستعينين بالله وما النصر إلّا من عند الله العليّ العظيم.

٥. بما أنّنا نعيش زمن انتظار الإمام الحجّة عجّل الله فرجه الشريف وإرهاصات ظهوره بدليل وقوع الهرج والمرج والظلم والجور في جميع أرجاء العالم، لابدّ لنا من المساهمة في تهيئة الأجواء المناسبة لظهوره عليه السلام بشتّى الوسائل التي منها الاستلهام الصادق من هذه الذكرى الأليمة.

٦. بما أنّ انتصار الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران على يد الإمام الخمينيّ العظيم (رحمه الله) وبقاء رايتها خفّاقةً بيد الإمام الخامنئي الكبير (دام ظله) من أهمّ الأسباب المؤثّرة في تعبيد الطريق لظهور الإمام عليه السلام فمن واجباتنا الضروريّة في هذا الظرف العصيب أن نبذل أقصى جهدنا لتأييد هذا النظام الإسلاميّ ودعمه والالتفاف حوله بشتّى الوسائل الممكنة.

وأخيراً نؤكّد مرّةً أُخرى ضرورة الاستلهام من ذكرى شهادة هذا الشهيد الخالد لدعم المقاومة الصالحة ضدّ الاستكبار العالميّ المنبوذ.

والحمد للّه أوّلاً وآخرا، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.

علي الأكبر الحسيني الحائري
١٧ رمضان ١٤٤٤ = ٨ نيسان ٢٠٢٣