بيان المکتب بمناسبة ذكرى شهادة فقيد التضحية والعلم والجهاد الشهيد السعيد آية الله العظمى السيّد محمد باقر الصدر مع شريكته في الجهاد ـ أخته العلويّة المجاهدة بنت الهدى
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾
دأبت الأُمم المتحضرة الراقية على الاعتزاز برموزها من النوابغ والعلماء والقادة، وتهتمّ في أن يحتل هؤلاء الأفذاذ مكانتهم الرفيعة في الأُمّة باعتبارهم المشاعل التي لا تنفكُّ عن رسم دروب التحضُّر والإبداع وتدفع أبناء الأُمّة قُدُماً في مسالك المعرفة.
وقد شهد العراق كارثةً حضاريةً لا مثيل لها عندما أقدم طاغوته المشؤوم وحزبه المجرم على تصفية هرم عظيم وقمّة شامخة في سماء العلم والأخلاق والمعرفة والوقوف بوجه الظلم، فأقدم على اغتيال المرجع الديني الثائر المجدّد آية الله العظمى السيد محمّد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه ممّا أكسب هذا النظام الهمجي العميل لدوائر المخابرات والإجرام العالمية عاراً لا تمحوه السنين وأوقد في قلوب الشرفاء حرقة لا تنطفئ، وشعلة ثأر لا ولن تخمد في قلوب السائرين على نهجه.
ولعلّ أشدّ ما أغاظ أعداء هذا الشهيد العظيم هو ذوبانه في النهج الثوري الذي كان في مثل الإمام الخميني الراحل قدس سره الذي أورث قلوب الطغاة وأعداء الإسلام أحقاداً شاهنشاهية وصدّاميّة لم تقف عند حدّ، وما شهدناه هذه الأيام من اعتداء سافر على قنصليّة الجمهورية الإسلامية في سوريا خير شاهد على استمرار هذا الحقد والنهج المعادي للإسلام وأهله حيث ذهب جراءه كوكبة من خيرة الشهداء رضوان الله تعالى عليهم في طريق الثورة والصمود والاستقامة.
لقد كان ذوبان الشهيد الصدر قدس سره الشريف في الإسلام ورسالته قد بلغ حدّاً أخاف أعداء الله وأسهر عيونهم لما كان يظهر منه في تصدٍّ وتحدٍّ عظيمين لكل ما يعكّر صفو الدين وأهل الدين فكان سيفاً مشهوراً وصوتاً هادراً بالرفض للانحراف والظلم والحيف الذي حلّ بأبناء العراق، ولم يتوفق لحظةً عن هذا الدور إلى أن هوى شهيداً في ميدان الفضيلة والشرف ولم تسقط رايته الخفاقة بل بقيت مرفوعة بأكفّ طلابه وأتباعه وعشّاقه إلى أن يتحقّق النصر الكامل على أعداء الحق والإسلام والإنسانية.
وفي كلّ عامٍ وتحديداً في التاسع من نيسان تخفق راية الصدر وتنتكس راية أعدائه، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.
مكتب سماحة آية الله السيد علي الأكبر الحسيني الحائري
28/ رمضان /1445 هـ الموافق 8/نيسان /2024 م