أساس دعوى كونه مخالفاً لضروريّات المذهب مثلاً كالتصويب الأشعريّ تعيّن الالتزام بالمعنى الثاني منه، وإلّا لزم علينا البحث والتحقيق حول أنّ الحكم الواقعيّ المشكوك بعد أن بنينا على سقوطه عند قيام خبر الثقة على خلافه هل يبقى ملاكه ثابتاً على ما كان عليه لولا قيام خبر الثقة على خلافه، أو أنّ ملاكه سيسقط أيضاً بسقوطه عند قيام خبر الثقة على خلافه.
ومقتضى التحقيق في ذلك أنّ خبر الثقة إذا كان مخالفاً للواقع فلا يخلو الأمر من ثلاث حالات:
فتارةً يكون الحكم الواقعيّ المشكوك ترخيصيّاً، ومدلول الخبر إلزاميّاً.
واُخرى على عكس ذلك، بمعنى أنّ الحكم الواقعيّ المشكوك يكون إلزاميّاً، ومدلول الخبر يكون ترخيصيّاً.
وتارةً ثالثة هما متساويان من حيث الإلزام والترخيص، ولكنّ أحدهما يختلف عن الآخر، كما إذا كان الحكم الواقعيّ في علم الله هو وجوب الصلاة قصراً، وقد دلّ خبر الثقة على وجوبها تماماً، أو على عكس ذلك.
1ـ إذا كان الحكم الواقعيّ ترخيصيّاً والخبر إلزاميّاً:
أمّا الحالة الاُولى، وهي ما إذا كان الحكم الواقعي المشكوك ترخيصيّاً في علم الله والحكم المدلول عليه بخبر الثقة إلزاميّاً، فلا