أوّلا: من زاوية العقل النظريّ، وهي عبارة عن مدى تواجد تلك الملاكات بشأن الله تبارك وتعالى.
وثانياً: من زاوية العقل العمليّ، وهي عبارة عن مدى ترتّب حقّ الطاعة والمولويّة على تلك الدرجة المتواجدة بشـأن الله تبارك وتعالى من تلك الملاكات.
وقد اشتهر بين الأصحاب ذكر ملاكين لحقّ الطاعة والمولويّة:
الأوّل: المنعميّة التي تستتبع وجوب الشّكر عقلاً.
والثاني: الخالقيّة التي تستتبع الملكيّة الحقيقيّة عقلاً.
ونحن الآن لا نريد الدخول في الصراع القائم بين أتباع ملاك (المنعميّة) وأتباع ملاك (الخالقيّة) فإنّه أقرب إلى أبحاث علم الكلام منه إلى أبحاث علم الاُصول، وإنّما نريد أن نتأمّل في هذين الملاكين من الزاويتين اللتين ذكرناهما بعد فرض صحّة كلّ منهما على الإجمال.
أمّا من زاوية العقل النظريّ فلا شكّ في توفّر كلا الملاكين بشأن الله تبارك وتعالى بأعلى ما يتصوّر من درجات: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ